تحدد المعايير البريطانية بوضوح توجهات الموضة لهذا الموسم في إطار يساوي بين اللمسات الكلاسيكية الصارمة، والتصاميم العصرية المتميزة بمفرداتها الغريبة وتفصيلها المبهجة.
وبالمثل توافق دار M Missoni بانسجام بين المكونات الفنية لإبداعاتها من حيث إحساسها المشرق، وروحها المتفائلة، ولمستها العصرية التي تجسد بمجملها جوهر العلامة.
ورغم ذلك تبدي الدار تفضيلاً واضحاً لمعالم الحداثة القائمة على أمجاد الماضي، لتستوحي من الإيقاعات الفنية لثقافة الروك التي تعود إلى خمسين عاماً، وتوظفها بأسلوب معاصر يبرز صخب القرن الجديد.
وتعكس تشكيلة الدار لموسم خريف وشتاء 2016-2017 مدى انسجام كل المفردات المستخدمة بسهولة مع القطع رغم تباين الأفكار المستقاة منها والتأثيرات التي تضفيها، وبدت التشكيلة مترابطة بالكامل بفضل الخصائص الكلية الرائعة التي ميزت مواضيع التصاميم من حيث مواءمتها لكل مكان وزمان، برزت عبر توظيفات مختلفة الأهمية لخيوط الحياكة الذهبية على جميع التكوينات والألوان والمواد.
كما تزخر التصاميم بلمسة جادة تتغلغل بسلاسة عبر الأشكال المبتكرة وترسي أحد أركانها، حيث تطغى على التنانير القصات المستقيمة في حين تتميز المعاطف والسترات- بما فيها الكابات القصيرة المصممة على طريقة تحاكي تلك التي ارتدتها الملكة إليزابيث خلال عطلاتها في قلعة بالمورال- بقصات لها شكل شبه منحرف، أو بتفاصيل تحاكي نمط الخياطة الرجالية.
وبالمثل، تتألق الفساتين والكنزات وأزياء الجمبرز بتكوين بسيط يحاكي زي مربيات الأطفال في بريطانيا.
وعلى النقيض من ذلك، تزهو السراويل وتنانير البليسيه الطويلة بحضورها الناعم وتفاصيلها المفعمة بالثنيات والتعرجات الانسيابية. كما تزخر التشكيلة بتفاصيل تزيينية من الكشاكش المرهفة، نجدها على خط الرقبة وحول أكمام الفساتين وقمصان الكريب الفضفاضة في إشارة تستعيد إطلالة الليدي ديانا.
وتبرز خيوط الحياكة الذهبية كمكون رئيسي للقطع تم توظيفها بأساليب متعددة غاية في الجاذبية والروعة، نجدها في كنزات الصوف السميكة والسترات الفضفاضة والتنانير المتنوعة مع بطانة خفيفة من القطن لإضفاء المزيد من النعومة، أو بالترافق مع أنواع أخرى من الأنسجة لتكوين الشالات والإكسسوارات القماشية والياقات والقصات عند الكتفين إلى جانب الحواف البسيطة للقطع (تتناسب بانسجام مع الأزرار التي تزدان بها أثواب الجيرسي على سبيل المثال).
أحياناً يضيف البريق الذهبي لمعاناً متميزاً على الطبعات، أو يرتقي بإحساسه القوي ليضفي لمسة من الخيال الوهمي على المزيج اللوني العصري، كما تعزز تلك الإيحاءات الذهبية التأثيرات المتألقة لأقمشة الجاكار على القطع.
وتحمل التشكيلة في جعبتها أيضاً العديد من الإدخالات الجديدة على الموضة، حيث تظهر ابتكارات مبالغ فيها من الأقمشة المخملية المضلعة تزينها في بعض الأحيان الرسومات المطبوعة، إلى جانب منسوجات الدانتيل والأقمشة المخرمة السميكة لإبداع تنانير وفساتين غاية في الروعة.
كما نجد إضافات من الأنسجة المبتكرة من الجلد والفرو قديمة الطراز لتزين حواف الأزياء، إلى جانب بعض العناصر الأساسية الأخرى.
ولتزويد التشكيلة بقوام بريطانية تقليدي مفعم بإحساس متكامل من الأقمشة الدافئة مع إيحاءات من جزر شتلاندالاسكتلندية؛ لم تخل التصاميم من الياقات المصنوعة من صوف ميلتون السميك.
ومن جهتها تزخر المعاطف بدرزات واضحة بألوانها المتباينة مع تدرجات الأقمشة المستخدمة، ويظهر تناغم فريد بين صوف ماكنتوش المتين مع المعاطف الصوفية المزدانة بزخرفة هندسية منمنة مع بطانة تحاكي بتكوينها اللحاف. كما تحفل التشكيلة بالمزيد من المنسوجات نجدها في الهياكل الشفافة وتقنيات التطريز الشبكية المتميزة، إلى جانب النماذج المزخرفة بتكوينات متموجة التي تشتهر بها العلامة، والتي تنسجم برقة مع البريق الذهبي للتشكيلة، علاوة على الأزياء المتألقة بقوام مكتنز دائري الشكل. وأخيراً تبرز قطع خلابة من صوف التويد السميك، فضلاً عن النماذج المزينة برسومات خداع بصري تحاكي الواقع.
بينما تضفي الومضات الذهبية عاملاً أصيلاً من الابتكارات؛ تمنح التدرجات السوداء التي تبرز المساحات البيضاء في القطع إحساساً لونياً مستمراً، يتلاءم مع سلسلة غير متناهية من الأخضر بمختلف صيغه الطبيعية، إلى جانب الأحمر المنعش، والمرجاني، والأزرق النيلي والباهت، إضافة إلى الأصفر القاني والزهري اللطيف. ومن الدارج أن يلتقي هذا الطيف اللوني في نقشاتمكونة من خطوط متقاطعة،أو مربعات صغيرة، إلى جانب تلك التفاصيل التي تعبر عن الشعار الحقيقي للدار بأشكالها التي تحاكي الغلاف الخارجي لقطع الحلوى.
