إحساس بالتناغم، والبساطة، والطبيعيّة، يضبط إيقاع هذه المجموعة، لتنطلق بحريّة وتحتضن مفاهيم أزليّة، فتركّز على الأشكال العفوية والقيم الأصيلة متجنّبة الاتجاهات العابرة والرائجة آنياً. فلا مكان هنا للرغبة في إثارة الدهشة، بل بثّ الشعور بالسعادة والسحر وحسب.
ويعكس الجوّ الهادئ السائد هنا روحاً من التوازن، فيشيع شعوراً بالتناسق الطبيعيّ، ملغياً كل زيادة لا طائل لها، وكل ما هو سطحي، ليكون التركيز على العناصر الخاصة في سياق البحث عن النوعية والفرادة، أكان ذلك من ناحية الألوان المرهفة، أو الألياف الطبيعية، والأسطح غير المستوية، أو حتى في الأحجام الواضحة والأساسية، أي كلّ العناصر التي تعكس النقاوة والخفّة.
حيث تحتفي مجموعة ربيع وصيف 2020 بالأناقة الأساسية وغير المتكلّفة، والتي تعبّر عن بساطة معاصرة جديدة، واتجاه تبسيطيّ غنيّ بالأصالة والحرفية العالية. كما توفّر خامة الألياف النباتية الأداة المثالية لاستعراض مهارات الحرفة والخياطة، حيث الشوائب الصغيرة، وانعدام الاتّساق في طبيعة النسيج الطبيعي، تلقي الضوء على فرادة التقنيات الحرفية الفريدة المستخدمة.
الألوان
تندمج درجات الألوان الصيفية المنعشة، وإلى جانبها الألوان المائية الخفيفة والشفّافة، مع الأسطح الملساء والأساسية، أو تنتشر فوق أنسجة تجعل من عدم الانتظام شكلاً من أشكال التفرّد.
وتتناوب فوق لوحة الألوان درجات من الأبيض الصيفي، وألوان الرمال الشاحبة، وغيرها من الظلال اللونية المحايدة والحساسة التي تتناغم مع درجات أكثر أنوثة تتراوح بين لون البشرة والبيج الوردي. يجتمع اللون البني الفاتح وظلال التيراكوتا الدافئة لتشكيل ألوان الباستيل الفاتحة واللامعة التي تضيء مظهر الربيع، وتذكّرنا الألوان الزاهية بنكهة الصيف.
لإفساح المجال للخصائص الأصيلة للمواد، تعتبر الطبعات أساسية وتتألف بشكل رئيسي من خطوط وتقليمات خفيفة، وهي أنماط أساسية منتظمة ومتناظرة، تأتينا بشكل رئيسي بلونين وتستعير من التقاليد البحرية والموضة الرجالية.
الخامات
الأقمشة التي تبدو وكأنها مجفّفة في الهواء الطلق، والخامات الطبيعيّة، أكانت أقمشة خيوطها متشابكة بوضوح، أو مزيّنة بعناصر مثقوبة، أو منسوجة، مثل ألياف الخيزران، كلّ الخامات تمنح الشعور بالطبيعيّة والخفّة. فسواء أكانت نقيّة أو جزء من مزيج جديد، تمثّل الألياف النباتية التي تميّز هذا الصيف، مرآة تعكس فكرة الاحترام للسمات الخاصّة التي تنفرد بها. الكتّان، والقطن، والقنب، بألوان طبيعية أو درجات الألوان المائية، تتداخل بخامماتها الطبيعية غير المنتظمة مع الكشمير والصوف والمواد الأكثر حداثة.
وأمّا المظهر الذكوري للقطع الطويلة، والأغطية، والجاباردين، فقد تمّ تخفيفها بدرجات من اللون الوردي، والأورغانزا الشفافة، والجورجيت النابض، والكسرات الناعمة، لتشكيل إطلالات خفيفة وأنيقة في آن. بينما القمصان الكتانية الطويلة، أيضاً بتأثير الرافيا، فيظهر فيها البوبلين والدنيم المصبوغ الذي يمتاز بملمس الكريب.
وتمتزج الأسطح الأكثر بروزاً مع الأصواف الأكثر نعومة، وجلد النابا الطريّ، وحراير جابونيت الخفيفة، والساتان المشرق، والتول الهفهاف، فتضفي التوازن على الأسطح بلمسة من اللمعان. أما الجلد الذي يعتبر مرادفاً للحداثة، والأسلوب الهف، والترف، فيأتي بدرجات لونية طبيعيّة، أو بدرجات الباستيل الشفافة، ليضفي لمسة من الاناقة حتى على الإطلالات الرياضية وغير الرسمية.
توليفات
الاساليب في هذه المجموعة تمتزج بتناغم، من دون أي تناقضات، بل بتكامل في الأدوار ضمن روح البساطة والتوازن، فتضع في المقدّمة الخطوط الناعمة، أكانت في القطع الواسعة الانسيابية أو تلك المضمومة بحزام حول الخصر.
وتتمّ ترجمة الإلهام المستقى من التسعينيات ضمن رسالئل تبسيطية، ومتوازية، أكان من خلال الأقمشة المتقاطعة، أو القطن، والغاباردين الصوفيّ، ملوّنة أو بدرجات حيادية، أو حتى باسطح ناعمة، وأصواف عادية، أو بالخطوط البحرية وخطوط كابري، وصولاً إلى الخطوط الرفيعة الرجالية. ويستخدم الجيرسي في تصاميم الفساتين ذات الياقات الواسعة والقامات ذات الخطوط التي تعيد إلى الذاكرة تعابير الأنوثة من تلك الحقبة.
أما الأسلوب الريفي والطبيعيّ، فيلقي الضوء على جاذبية الأشكال غير المتوازية. حيث يوحي المظهر العضويّ للخيزران بنسيج وتشبيك على الجلود والقطع المُحاكة. بينما أنماط الزهور المتشكّلة بتطاريز بالألياف نباتية، والخرز الناعم، وخرز مونيلي، تضفي النعومة على الخطوط الأكثر رسمية للأطقم الثنائية والقطع المتكاملة والسترات ذات الصدر المزدوج.
وتعبّر الأنوثة عن الرفعة والأناقة الرقيقة بفضل “الخياطة الناعمة” القائمة على توازن الأشكال، والألوان المعاصرة، والأقمشة التقليدية. وتذكّر الأنماط الظاهرة على حرير “بلونجيه” بطبعات العالم الاستوائي، حيث يتناوب الإتقان الحرفي بدون تكلّف مع التطريز التقليدي على التول والأورغانزا.
الحياكة
الحياكة بدورها تتّخذ طابعاً أكثر وضوحاً وانسيابية، فتأتي مصنوعة بغرزات تقليدية مثل التضليع المسطّح والجدلات المزدوجة العمودية. بينما تزداد التضليعات المضفّرة بالتشبيك والتثقيب، فتزداد خفّة من دون أن يكون ذلك على حساب المظهر العام للتريكو. وتتناوب الأحجام العادية وقطع التريكو الصغيرة ذات الياقات الواسعة مع الكنزات ذات الحجم الكبير التي يتمّ ارتداؤها على تنانير رقيقة من الحرير.
ويشكّل التضارب بين نعومة الكشمير وبروز خيوط الكتان قطعاً ذات طابع تبسيطيّ بملمس ناعم ومترف. وحتى التأثير اللامع يجمع بين الخواص الفريدة وانعدام الاتساق الذي يميّز الكتّان ليتّخذ مظهراً أقرب إلى الطبيعة، حتى بأشكاله الأكثر تألّقاً.
أمّأ التقليمات البحرية وتقليمات كاربي، بشكلها المتناسق والمتوازي، فتأتي مزيّنة بالياقات المطرّزة والمشكوكة بخرز مونيلي، وتبدو كأنها تتبع دائماً منطقاً معيّناً في الترتيب والانتظام. وقد استخدمت زهور مصنوعة من الحجارة نصف الكريمة والبلّور لتزيين الكنزات القطنية ويقات الكنزات المصنوعة من الكشمير.
السترات الخارجية والقمصان
سترات عريضة الأكتاف، بأحزمة عند الخصر، أو بقصّة مستوية مع صدر مزدوج، تمنح المجموعة طابع الخياطة المتقنة، على الرغم من المظهر المريح وغير الرسمي الذي يطغى عليها. وتأتي هذه التصاميم إما مقلّمة، أو ملوّنة، بأسطح غير مستوية، وبالتالي يسهل تنسيقها مع قطع أخرى تتكامل معها.
أما السترات الخفيفة المتفكّكة في تصميمها فهي مصنوعة من الأقمشة المتراصّة أو من نسيج الصوف الرقيق بما يجعلها مناسبة للارتداء فوق الفساتين الصيفية المفعمة بالأنوثة. بينما تتضمّن التفاصيل التول، والأكمام المزدوجة والضخمة، والكشاكش الناعمة، وكلها تسهم في خلق مزيد من الحركة مهما يكن نوع القطعة.
بينما البلوزات تتّخذ أدواراً عدّة في المجموعة، إما بمظهر مبالغ فيه من حيث الأكمام الواسعة والمزيّنة بإسراف، أو يمكن أن تكون ثوباً حين تكون طويلة ومزوّدة بشقّين، أو مضمومة عند الخصر بحزام، أو حتى بخياطة ذات درزات مزدوجة تذكّر بالدنيم. وأخيراً، البلوزات بحجم القفطان، والتي يمكن ارتداؤها مفتوحة كما الكنزات الحريرية فوق الفساتين والقطع مستوية الشكل.
البنطلونات والتنانير
هي متقنة الخياطة والتفصيل ولكن ذات مظهر مريح في آن، حيث تعبّر البنطلونات عن تصميم متعدّد الاستخدامات يقدّم تفسيرات متعدّدة. إنها المواد المستخدمة، أكانت أكثر مرونة أو بنيوية بطبيعتها، فهي التي تحّدد الأشكال المختلفة. الأقمشة المدمجة، كتلك التي لها نسج غير منتظم وكريات قطن الكريب الجديدة، تحدد شكل البنطلون ذي الساقين الواسعتين، والخصور المضمومة. وأمّا النسيج القطني فائق الخفّة، وكريب الكتّأن، فيشكّلان قامة انسيابية، في توازن مثالي من الناحية الجمالية بين المذكّر والمؤنث. بينما الشورت البرمودا الجديد، أيضاً من جلد النابا “بلونجيه” الناعم، فيمثّل إحدى القطع المثيرة للاهتمام والتي تصلح للاستخدام في المدينة أو خلال الإجازة.
العناصر المعاصرة تثري القامات في البنطلونات ذات الخصر الضيّق. حيث تلعب الجيوب المتعددة وأنماطها دوراً كبيراً في التركيبة البنيوية للتفصيل. فالأحزمة تبرز شكل الخصر، بينما الخياطة ذات الدرزات البارزة والرقع فتزيد من التباين والتأثير ثلاثيّ الأبعاد. وتستكشف أقمشة الدنيم والملابس المصبوغة مؤثرات جديدة بفضل عمليات الغسل الخاصة والتقنيات الحرفية: بدءاً من ألوان شامبراي بتأثير “داي أند فيد”، وحتى الظلال المتدرّجة التي تسلّط الضوء على الألياف غير المنتظمة للنسيج، وأيضاً التأثيرات ثلاثية الأبعاد المشغولة يدوياً.
وتطغى على التنانير الواسعة أطوال متوسّطة وأطراف غير متوازية، بمقاسات متباينة الاتساع، أو واسعة بحواف غير متناظرة، كلّها مصنوعة من البوبلين الخفيف، والكريب، والكتّان، وجلود نابا الطرية لأوقات النهار، بينما تزدان بالتطاريز للمناسبات المسائية.
الفساتين والأطقم المتناسبة
التوازن والأنوثة المعاصرة و “الخياطة الناعمة” يتمّ استعراضها كلّها بشكل كامل في مجموعات الفساتين والأطقم المتناسبة.
تأتي الأطقم المتناسبة في درجات من الألوان المحايدة وألوان الباستيل مصنوعة من الأقمشة ذات الأسطح النافرة، فتجمع بين التقاليد والتلميحات الذكورية والديناميكية المعاصرة. ويشكّل البنطلون الناعم عالي الخصر جزءاً من بدلة جذّابة لأناقة أكثر شباباً وتطوّراً، ويظهر في مجموعة من ألوان البيج المحايدة والوردي والباستيل الجديدة. بينما شورت البرمودا الفضفاض أو حتى الشورت القصير، فتكمّل البدلات القصيرة غير الرسمية، بالإضافة إلى السترات البليزر إما الضيقة أو كبيرة الحجم. ونجد كذلك التنانير القصيرة بالأقمشة الرجالية التقليدية بمفهوم متجدّد يمنحها جاذبية عصرية جريئة.
وأمّا القطع التي لا بدّ منها لهذا الموسم فتتمثّل في مجموعة واسعة من الاقتراحات الملائمة لجميع المناسبات: العمل، الإجازة، المناسبات النهارية الخاصة، ساعات الكوكتيل، والأمسيات، كما انها مثالية للاستعمال طوال اليوم. وتظهر القطع المضمومة عند الخصر، أو تلك المزوّدة بكسرات ودرزات بارزة، بأطوال تصل دون مستوى الركبتين. ولا يتمّ تحديد الأناقة وأنوثة المظهر بحسب المناسبات والأيام، وذلك ببساطة لأن الأسلوب يتمّ تحديده بمجرد تغيير الأكسسوارات، إضافة إلى استخدام السترات البليزر والسترات الصوفية لتكمّل المظهر.
الأكسسوارات
تضفي الأكسسوارات لمسة هامّة في تحديد الأسلوب الخاص بالإطلالات الأساسية والمريحة. وتمتزج درجات البيج والأبيض الفخمة مع لمسات من الألوان النابضة. بينما جلود الأصلة والسحالي الفاخرة تجتمع إلى طبعات الحيوانات البريّة. كما تظهر بعض الطبعات النافرة بتأثير الفقاعات وجلد الأفعى حيث تمّ استخدامها مع الكتّان الخام، والرافيا المزخرف، وجلود النابا الطبيعية.
أما حقائب اليد فهي بسيطة وأنيقة، بخطوط وأشكال هندسية وذائقة بملامح الريترو المفعم بالأنوثة والذي يخفف من حدّة الشكل المدينيّ. وتتناوب هنا النسب والاستعمالات العملية، حيث نجد أيضاً أحجاماً صغيرة لحمل ما قلّ ودلّ من احتياجاتك اليومية.
بينما الأحذية تضفي مظهر الأناقة على جميع المناسبات مهما اختلفت، من الأحذية الديناميكة للاستعمال اليومي في الأحذية الرياضية الخفيفة، وإلى الأحذية الجلدية المغلقة المصنوعة من الجلد الناعم، وإلى التوازن التامّ بين النوعية والراحة في الصنادل ذات الكعوب الأنثوية الرائعة. ونجد في المجموعة أيضاً أحذية ذات كعوب مجوهرة تعبّر عن حرفية عالية في الصنع وتضفي شعوراً بالترف على الإطلالة.